Monday, October 8, 2012

Alledged Medical Malpractice in Lebanon: Another story discussing this issue.


Alledged Medical Malpractice in Lebanon: Another story discussing this issue.

أنطوني عبود رحل عن 37 يوماً

من يحاسب على الخطأ الطبي في لبنان؟
كأن الحكاية لم تنته بعد! بل كأنها لم تبدأ. ساعات قليلة كانت كافية لاسقاط أشهر تسعة من الاحلام، وشهر عاشر من السعادة. ساعات قليلة جعلت طفل الايام السبعة والثلاثين في خبر كان، وبددت حلم العائلة. ساعات بدأت قبل اشهر ولم تنته بعد.

كان يضحك، يبكي، وكان اسمه انطوني عبود. ولد في 20 شباط وتوفي في 27 آذار 2012. أدخل المستشفى حياً واخرج منه ميتاً.

وفي احدى غرف المستشفى حدثت المصيبة، ولا احد يعرف ما الذي حدث. لا احد يعرف كيف تقبل والدا انطوني الخبر. كيف خرجا تاركين مولودهما نائماً للمرة الأخيرة في المستشفى، قالا للمعنيين: "لقد جلبنا ملاكنا اليكم امس حيا يرزق، واليوم تريدوننا ان نأخذه جثة، لماذا نأخذه؟ هل هذا يعزينا؟".

بدأت الجراحة (عملية الفتاق) في السادسة والدقيقة 45 من صباح السابع والعشرين من آذار، ولم تنته. قالوا لهما إن مثل هذه الجراحة يمكن اجراؤها لمولود لا يتجاوز عمره عشرة ايام، "لا خطورة في الموضوع، عملية بسيطة يمكن الانتهاء منها في خمس عشرة دقيقة". لكن الحكاية طالت. في العاشرة والنصف اخبر احد الاطباء والدي انطوني ان ابنهما بخير، وان بعض المضاعفات حصلت، "ولكن لا شيء خطير، والعملية نجحت".

ساعة اخرى كانت كافية لتنهي انتظار الاهل، لتنهي انتظار ساعات امام باب غرفة العمليات. ساعة اخرى كانت كافية لتنهي انتظار اشهر. "ادخلوا الطفل غرفة الانعاش وحوله تجمع عدد من الاطباء، تجادلوا، وتناقشوا وغضبوا. حاولوا تقاذف المسؤوليات. سمعنا كل شيء وعلمنا انه لم يعد هناك حياة في جسم طفلنا الصغير"، تقول سلافة عبود والدة انطوني.

تصف بألم وجه طفلها الذي شاهدته للمرة الأخيرة، كان ينزف دماً من فمه "لاحقاً اخبرونا انهم اخطأوا وانتزعوا انبوب التنفس الاصطناعي قبل ان يفيق انطوني من البنج، ثم حاولوا وضعه مجدداً مما ادى الى جرح رئتيه".

تقول سلافة عبود إن زوجها عساف على استعداد لإقامة دعوى أمام القضاء على المستشفى، لكن كل الاستشارات القانونية لم تشجعه، "قالوا له انه سيتكلف الكثير من المال بلا نتيجة".

لا يطمع والدا انطوني بتعويض مادي، فابنهما كما يقولان "رحل ولن يعود، ولا شيء في هذه الدنيا يعوّض الخسارة"، لكنهما يحاولان رفع الصوت "كي لا يتجرع اهل آخرون هذه الكأس المرة، طلبنا من المستشفى ان يسمي غرفة او رواقاً او اي شيء باسم ابننا كتعويض معنوي لكنهم لم يستجيبوا".

تتحدث الوالدة عن والد زوجها، جد طفلها الذي يبلغ من العمر خمسة وسبعين عاماً: "لقد تعلق بالطفل كثيراً، هو حفيده الاول، كان يختصر لديه كل شيء في الدنيا، واليوم ماذا؟ لا شيء".

تنهي حديثها وهي تسأل: "لماذا ننجب اطفالنا؟ ليقتلوهم؟".

هو انطوني عبود، توفي لذنب وحيد: انه ادخل مستشفى من غير ان يعلم انه في بلد يخطف الاهمال فيه أرواح البشر وانفاس الطفولة!


ali.mantash@annahar.com.lb


Just two days before this story was released, an Ethics and Medical Reliability Conference was held by the Salim El-Hoss Bioethics and Professionalism Program at the American University of Beirut Faculty of Medicine in collaboration with the Lebanese Order of Physicians. The conference discussed these issues in the presence of physicians, nurses, lawyers and a bioethicist. Plans of actions and recommendations ensued. Unfortunately, it was not reported in the press. We need to become a culture that makes a difference, a culture of action (pro-active). We cannot remain a culture that nags and blames and does nothing to become better.